الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ، أحبابي النسماتيون ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. منذ أيام قلائل مرت علينا ذكرى مرور الكرام ، ذكرى استشهاد أحد أبرز عظماء الجزائر في العصر الحديث ، رجل بأتم ماتحمله الكلمة من معاني ، كرس حياته للنضال والجهاد إبان الاحتلال الفرنسي ، وكرسها للدعوة والعلم والارشاد والتربية وتكوين الأجيال على الفهم الصحيح والسليم للأسلام بعد الاستقلال ، إنه الشيخ الشهيد الذبيح ذوالقبرين محمد بوسليماني. أردت أن أذكركم به لكي لا ننسى تاريخنا ولا نغفل علمائنا ودعاتنا ، خاصة ذكرى الوفاة أو الاستشهاد لأنها تمر مرة في السنة. لا أريد أن نعطي نبذة عن حياته لأنه غني عن التعريف ولكن نورد بعضا من درره عسى أن تذكره خيرا. أخريات الشهيد: - آخر ما قاله عند خروجه من بيته «إذا لم أرجع فأنا شهيد مثل أبي وأخي أحمد». - آخر ما قاله عند اتصاله هاتفيا بالجمعية «الحمد لله يكون أحيانا مع الشكر وأحيانا مع الصبر». - آخر ما كتبه كوصية :"اعتمدوا على الله وثقوا فيه فلا تخافوا غيره ولا ترهبوا سواه أدوا الفرائض، واجتنبوا نواهيه، كونوا أقوياء بأخلاقكم، أعزاء بما وهب الله لكم من عزة المؤمنين، كونوا عاملين واتقوا الجدل". من أقوال الشهيد: - كل مسلم يعيش فوق هذه الارض هو من أجل رسالة ويتحرك حاملا أمانة ولن يستطيع تبليغ هذه الرسالة لأصحابها إلا إذا عاش حرقة الإسلام الصحيح ولا يمكن أن يقوى على هذه الأمانة إلا إذا حركته حرقته على الدعوة برصيد قوي من التوكل على الله. - الدعوة إلى الله سائرة والدعوة إلى كتاب الله تتبع طريقها لأنها لا ترتبط بالأشخاص ولا بالأفراد وهؤلاء الدعاة ما هم إلا وسائل لدفع دعوة الله. - كونوا مع الله يكن معكم، واتحدوا يا إخوة الإيمان، إن العدو لا يتوقف عن مطاردتكم ما دمتم متمسكين بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. - إن خطتنا تسير على المنهاج الذي مات عليه شهداء الجزائر. - تحابوا فيما بينكم واحرصوا كل الحرص على رابطتكم، فهو سر قوتكم. كونوا كالجسد الواحد إذا ابتعد عنك أخوك تخشى كأن جزءا عزيزا فقد منك. - إن للشعب الجزائري هويته العربية والإسلامية وهو يشق طريقه ليرتبط بمصدر المنبع والمنطلق "إقرأ" بغار حراء غير أن أعداءه بالأصالة والعمالة خلطوا بين أبناء باديس وأبناء باريس بل اختلطت عليهم ثقافة إليزي مع ثقافة الإليزي.
شهيد الزمن الصعب الشيخ الذبيح محمد بوسليماني في الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاده "ملف خاص"